إدارة التدفق الكبير في بيانات الشركة بطريقة فعالة
بقلم دافيد فيلا، مدير تطوير الأعمال في لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا والهند، ويسترن ديجيتال.

على مدى السنوات الأخيرة، تمكنت تقنيات ناشئة مثل 5G وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي من خلق تطور كبير عبر العديد من الصناعات. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى قدرتها على تغيير طريقة تخزين المعلومات أو البيانات واستخدامها، وتعزيز الشفافية والأمان، مع تحسين الإنتاجية والرؤى أيضاً. ومع ذلك، فإن هذه التقنيات لديها أيضاً القدرة على توليد كميات هائلة من البيانات، الأمر الذي سيتطلب مرافق تخزين تتماشى معها، مع التركيز على ومن وصول أقل وسعة عالية.
من الصعب التنبؤ بالمستقبل، إلا أن أحد التوقعات الآمنة إلى حد ما يتمثل في مواصلة كمية البيانات المنتجة في التوسع بشكل كبير في العقد القادم. توقعت IDC مؤخراً أنه سيتم إنشاء أكثر من 59 زيتابايت من البيانات، والتقاطها، ونسخها، واستهلاكها في العالم هذا العام. ومع هذا التدفق الهائل في البيانات الذي يحدث بالفعل، كيف يمكن للشركات في جميع القطاعات إعداد وتحسين أنظمة التخزين الخاصة بهم؟
تدفق البيانات على مستوى الصناعة
تمتلك المؤسسات في العديد من الصناعات الآن كماً كبيراً من البيانات الأولية التي تتطلب أدوات تحليلية قوية ومتطورة للسماح لها بالحصول على أفكار من شأنها تحسين الأداء التشغيلي وخلق فرصاً جديدة في السوق. وستتمكن الشركات القادرة على تسخير هذه القدرات بشكل فعال من خلق قيمة كبيرة وتحقيق التميز لنفسها، بينما ستجد الشركات الأخرى نفسها في موقف ضعيف.
ويعتبر القطاع المالي أحد القطاعات الرأسية الذي يفيض باستمرار بحجم هائل من البيانات، تتراوح ما من المعاملات المصرفية إلى مشاريع المحللين وأسعار الأسهم. وهناك أيضاً قطاع التصنيع، حيث يتم تطبيق الأتمتة على إنترنت الأشياء والتحليلات وخطوط الإنتاج، ما يزيد من الطاقة الإنتاجية لأنظمة الإنتاج ويزيد من مئات الوحدات إلى آلاف أو حتى ملايين الوحدات في الساعة.
ومن منطلق مواجهة الشركات في جميع القطاعات نمواً دائماً للبيانات، فإنها بحاجة إلى إعادة التفكير في كيفية التقاط البيانات وحفظها والوصول إليها وتحويلها. سواء أكانت تقنية الذكاء الاصطناعي عالية الأداء، أو أنظمة الاتصال الدائم بالحجم الهائل أو حتى الألعاب الشخصية، فإن العديد من أنظمة التخزين القديمة تعاني من أداء أقل، ووقت استجابة أعلى، وجودة خدمة رديئة عند مواجهة بعض التحديات الجديدة للبيانات السريعة.
حل NVMe ™ للبيانات الضخمة
للتصدي لهذه التحديات، تتجه العديد من الشركات حل ذاكرة الحفظ المستدامة (NVMe)، وهو البروتوكول الوحيد الذي يبرز المؤسسات عالية الكثافة للحوسبة، والأنظمة البيئية لبيانات السحابة وحوسبة الحافة. تقدم NVMe مجموعة مختارة من الميزات المبتكرة التي لها تأثير كبير على الشركات وما يمكنهم القيام به مع البيانات، ويتضمن ذلك:
- أداء متقدم
استفادت أقراص التخزين SSD القائمة على الفلاش من واجهات SATA / SAS القديمة والبروتوكولات وعوامل الشكل، ولكن لم يتم تصميم أي من الواجهات والبروتوكولات المعنية لوسائط التخزين عالية السرعة. كان (PCIe) هو واجهة التخزين المنطقية التالية، ولكن في استفادف SSDs استفادت من البرامج الثابتة الخاصة، والتي كانت صعبة بشكل خاص لتوسيع النظام. وظهرت NVMe نتيجة لهذه التحديات، لأنها تقدم أداءً أعلى بكثير ووقت استجابة أقل مقارنة ببروتوكولات SAS وSATA القديمة.
- سهولة الاستعمال
يمكن تنفيذ أنظمة التخزين NVMe بدون بنية تحتية متخصصة للشبكات – سيتولى ذلك الاتصال عبر شبكة الإيثرنت التقليدية أو الألياف. هذا مهم لأنه يعني عدم الحاجة إلى إجراء تغييرات على التطبيق.
- منافع على جميع الأصعدة
تستهلك البروتوكولات التقليدية العديد من دورات وحدة المعالجة المركزية لإتاحة البيانات للتطبيقات، وتكلف دورات الحوسبة الضائعة الشركات أموالاً كبيرة. فميزانيات البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات لا تنمو بنفس الوتيرة السريعة للبيانات، وتتعرض الشركات لضغوط هائلة لزيادة العوائد على البنية التحتية – في التخزين والحوسبة. نظراً لأن NVMe يمكنه التعامل مع أعباء عمل التطبيقات الصعبة مع مساحة أصغر للبنية التحتية، يمكن للمؤسسات تقليل التكلفة الإجمالية للملكية وتسريع نمو الأعمال التجارية.
لقد بدأنا للتو في خدش سطح ثورة البيانات. تعمل الاكتشافات الجديدة القادمة من إنترنت الأشياء والتعلم الآلي والتطبيقات الجديدة على تغيير قيمة البيانات، وتحتاج المؤسسات إلى إعادة التفكير في حلول التخزين الخاصة بها من أجل التعامل مع هذه التقنيات الجديدة بكفاءة. وتقدم NVMe ميزات مؤسسية لم تكن موجودة من قبل، وترسخ نموذجاً جديداً للشركات لتصميم وبناء تطبيقاتها – بأداء أعلى، ووقت استجابة أقل وبتكلفة بسيطة. سيكون اعتماد NVMe خطوة حيوية لأي شركة ترغب في الاستعداد لثورة البيانات الضخمة في هذا العقد وما بعده.