(ملف خاص – تحقيق) الابتزاز.. واقع الخوف و البلطجة على الإنترنت
كتبت – أية علي
انتشرت في الآونة الأخيرة قضايا الابتزاز الإلكتروني التي تهدد أمن وسلامة الأسر، وهي نوع من الجرائم الإلكترونية الحديثة، وتطل برأسها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي يستغلها البعض للإيقاع بضحايا من الجنسيين صغار السن.
رصدت تك بالعربي أراء مستخدمي مواقع التواصل الأجتماعي فيما يخص ظاهرة الابتزاز الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي.
موضة ” قرصنة ” الإيميلات
قالت نورهان عيسى، طالبة بكلية آداب قسم علم نفس، من أكثر الطرق المنتشرة للابتزاز لتصوير الفتاة في الحرم الجامعي، أوقرصنة حسابها على الفيسبوك وبالتالي باستطاعته التحكم بالحساب واحتفاظه بجميع صورها وابتزازها بها.
واستكملت مونيكا موسي، طالبة بكلية آداب قسم علم اجتماع، “المبتز (بيهكر) الإيميلات أو حسابات الفيس بوك ويبتز البنت لأنها بقت موضة”.
وأضافت نورهان: “تعرضتُ للابتزاز من مصلح فني للموبايل استطاع الوصول إلى الصور بتطبيق يستطيع إعادة الصور الممسوحة (إعادة المصنع)، وقام بابتزازي بعد ذلك وحاولت حل المشكلة بشكل ودي بعد تهديد والوالدي له بالإبلاغ عنه.
وخالفتها الرأي أمنية خليل طلبة بكلية حقوق، فضلت حل المشكلة بالإبلاغ عن المبتز واللجوء إلى شرطة الإنترنت لنيل عقابه وعدم التمادي في الأمر.
وقالت دينا محمد، موظفة بشركة المياه “على قد ما الموبايلات وتكنولوجيا فادتنا إلا أنها ضرتنا أكتر بقينا بنخاف من أي حد يضرنا ويقتحم خصوصيتنا ويشوف صورنا ويهددنا بيها”.
وأضافت دينا “أنا بعمل احتياطي عشان ما ندمش مش ببعت موبايلي يتصلح إلا عند حد بثق فيه ومش بحط صوري علي فيس بوك”.
قال أحمد سعد، طالب بكلية حقوق، “أغلب الفئة العمرية للمبتز من سن 23لـ 30 سنة أما البنات ضحايا الابتزاز من سن 15 لـ 25 نتيجة استغلالهن عاطفياً، وأضاف أحمد من ضمن القضايا التي يتم تدريسها في الكلية بنت دكتور جامعي وقعت في حب ولد ابن دكتور جامعي، وصل الأمر للزواج العرفي، ثم قام بابتزازها ولكنها لجأت للقضاء وحكم عليه بـ 3 سنوات.
قالت أمنية محمد طالبة بالثانوية العامة “تعرضت لقرصنة الإيميل من شخص مجهول واستطاع الوصول إلى كافة الصور وتهديدي بذلك، واكتشفت في نهاية الأمر أن زميلي من قام بذلك وتدخل خالي لحل المشكلة بعد أن قام بتهديده بالإبلاغ عنه.
فتيات يمارسن الابتزاز.. ورجال ضحاياه
وقالت هناء علي “الولاد بيتعلموا إزاي يهكروا الإيميلات مفكر كده انه حيبقي دينجوان، أما البنات إللي بتبتز الرجالة عشان الفلوس” وأضافت أن أغلب الشباب يقومون بالابتزاز في سن المراهقة من 15-25 سنة، أما الفتيات اللاتي تعددت 30 عاما
وقالت شروق عبد الجواد ربة منزل “تعرض جارها للابتزاز من قبل فتاة بعد أن أستطاعت قرصنة حسابه علي الفيسبوك وتهديده بالمحادثات بينهم الأمر الذي أدي إلي مشاكل مع زوجته أدت إلي طلاقهم”.
وقال محمد صالح، مدرس لغة فرنسية “شريحة صغيرة من الفتيات تقوم بابتزاز الرجال وأغلبها من أجل المال، أما الشباب بسبب شعوره بالإحباط والبطالة، ولكن السبب الاساسي هو انعدام الأخلاق”.
قال سمير طالب بكلية تجارة انتشار الابتزاز على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب موضة “الكراش” وأضاف ” البنت لازم تأخذ كل احتياطاتها لأن في خاصية في كل موبايلات تقدر ترجع كل الصور الممسوحة وبلاش تحط صور على الفيس بوك خليعة عشان محدش يستغلها بسببها”.
طرق قرصنة الحسابات
قال أحمد محمد طالب بكلية حقوق، مبرمج مواقع، “قواعد البرمجة ملهاش حدود وكل يوم في طريقة جديدة لتهكير الإيميلات”، والسبب وجود العديد من الثغرات في الفيسبوك والتي ليست بحاجة لمبرمج.
وأضاف هناك طرق كثيرة لاختراق الفيس بوك والأكثر انتشاراً من خلال البريد الإلكتروني (اسم المستخدم) من خلال إنشاء صفحة مزورة أو ما يشبه ذلك، ثم يتم استرجاع كلمة المرور من خلال الصفحة المخترقة ويصبح الحساب المخترق ملكا للمبتز.
أومن خلال اختراق جهاز الحاسوب الخاص بالشخص الذي نود اختراق صفحته، إلا أنها بحاجة لبرمجين محترفين فعندما يتمكن من اختراق الحاسوب الشخصي فيصبح بمقدوره سحب أي كلمة مرور واستغلالها.
أومن خلال إنشاء صفحة مزورة من الفيس بوك مباشرة، حيث يقوم بإرسالها للشخص الذي يرغب باختراقه وتكون مشابها لصفحته الشخصية وتطلب منه تسجيل الدخول، وهنا يحصل على معلومات دخوله بكل سهولة.
وتخمين كلمات مرور، فمن خلال تخمين كلمات المرور بشكل متكرر فسيظهر سؤال الأمان وهي عبارة عن أسئلة من الممكن أن تكون سهلة التخمين وعندها يستطيع الدخول للحساب بسهولة، ويستكمل أحمد أن الفيس بوك مليء بالثغرات الأمر الذي يسهل أختراقه بسهوله وهناك البعض يقدمها لإدارة الفيسبوك مقابل المال.
وأضاف أحمد “التهكير مش محتاج حد فاهم برمجة هو محتاج حد بيفكر” ويستكمل أحمد من الممكن إعادة الحساب تم قرصنته بإرسال شكاوى لإدارة الفيسبوك، حيث يتم وقف الحساب الذي تم قرصنته مؤقتا ويتم التواصل مع الشخص المسروق على الإيميل حتى يتم استرجاعه.
طرق حماية الفيسبوك من الاختراق
وينصح أحمد لحماية الفيسبوك من الاختراق يجب الاهتمام بشروط الخصوصية وجعلها غير مرئية للجميع، وهناك طرق لحماية الفيسبوك من الاختراق طرق حماية الفيسبوك ضدّ الاختراق وهي تفعيل إشعارات تسجيل الدخول ويُقصد بها قيام الفيسبوك بإرسال رسالةٍ إلى بريدك الإلكترونيّ أو هاتفك المحمول في حال تمّ تسجيل الدخول إلى حسابك من جهازٍ جديدٍ.
ولتفعيل هذه الخاصيّة الذهاب إلى إعدادات الحساب (Settings)، اختيار إعدادات الأمان (Security)، إشعارات تسجيل الدخول (Login Notification)، وضع علامة (صح) على خيار البريد الإلكترونيّ، أو خيار الهاتف الجوال، أو الاثنين معاً لضمان وصول الإشعارات، والضغط على حفظ التغييرات (Save Changes)، وستظهر صفحة تطلب كتابة كلمة المرور الخاصّة لتأكيد حفظ التغييرات، وأخيراً الضغط على (Submit).
وينصح محمد علي، طالب بكلية الحاسبات والمعلومات، للحماية من اختراق الحسابات مواقع التواصل الاجتماعي يجب جعل كلمة المرور قوية وألا تقل عن 6 خانات ومكونة من أرقام ورموز وحروف، ولا يجب أن تكون جميع الحسابات نفس كلمة المرور.. كي تتجنب اختراق جميع الحسابات.
تحديث النظام أول بأول من أهم أسباب الحماية؛ لأنها تغلق جميع الثغرات بجهازك وتحسن من الأداء، والحرص على امتلاك برنامج حماية وتحديثه بشكل دائم، وينقسم لنوعين فالبعض مجرد مكافح للفيروسات والبعض مكافح لهجمات الإنترنت والمواقع المشبوهة.
الوقاية خير من العلاج
وقالت شروق محمد، محامية، بالرغم من انتشار التكنولوجيا في كل البيوت إلا أنها سلاح ذو حدين، فانتشر التحرش الإلكتروني وأصبح من السهل لأي شخص الابتزاز من أجل المال ويرجع ذلك كله لانعدام الأخلاق وغياب توجيه الشباب والفتيات وتوعيتهم.
وأضافت شروق “أغلب من يقعوا ضحايا الابتزار هن الفتيات المراهقات بسبب غياب دور الأسرة في توعية أبنائهم والتفكك الأسري والذي سببته التكنولوجيا.
واستكملت “الوقاية خير من العلاج” فعلي كل فتاة الحرص وعدم الأحتفاظ بالصور أو معلومات مهمة على مواقع التواصل الأجتماعي حتى لايستغلها أصحاب النفوس المريضة، لأنه أصبح من السهل في عالم التكنولوجيا اختراق الخصوصيات والوقوع في المشاكل.
وأضافت شروق، يجب علي الفتاة ألا تخاف أبدا من التحدث إلى الأهل في حال تعرضها لأي نوع من أنواع الابتزاز أو الإهانة، أن تتسرع بالإبلاغ علي المبتز في حال تهديدها، حتي لا يكبر الأمر ويصعب السيطرة عليه، وألا تخشي من الفضيحة لأن المبتز هو المذنب الوحيد.
سجن وغرامة عقاب المبتز
وقال محمد الصاوي، محامي، ليس كل من يقع ضحايا الابتزاز مراهقات بل أيضا المتزوجات فعرض عليه قضية زوجة تعرضت للابتزاز من شخص مجهول من أجل المال بعد أن استطاع قرصنة حسابها على “الفيسبوك” وأخذ جميع صورها ومحادثتها الشخصية.
وأضاف الصاوي أن القانون المصري يعاقب المبتز “فقانون جرائم الانترنت ينص على أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين وغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه ولا تجاوز 100 ألف جنيه، كل من حاز أو أحرز أو صنع أو أنتج أو استورد أو صدر أو تداول بأية صورة من صور التداول أي أدوات أو برامج مصممة، أو محورة، أو شفرات أو رموز، بغرض استخدامه في ارتكاب أو تسهيلا ارتكاب أية جريمة، أو إخفاء آثار أو أدلة أيمنا لجرائم المنصوص عليه في هذا القانون.
واستكمل الصاوي أن القانون المصري يعاقب المبتز للحد من الظاهرة بالمادة (9) تنص على أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، وبغرامة لا تجاوز عشرة آلاف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين،كل من اتلف أو أبطأ أو عطل أو اخترق بريدا الكترونياً أو موقعاً خاصاً إذا كان البريد أو الموقع خاصا بآحاد الناس، أما إذا كان خاصاً بأحد الأشخاص الاعتبارية الخاصة تكون العقوبة الحبس وغرامة لا تجاوز خمسين ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، وإذا كان البريد الإلكتروني يخص الدولة أو أحد الأشخاص الاعتبارية العامة تكون العقوبة السجن وغرامة لا تجاوز 50 ألف جنيه.
وينصح الصاوي محاولة حل المشكلة في البداية بالطريقة ودية ولكن إذا استصعب الأمر يجب اللجوء إلي القضاء بشكل سريع حتي لا يتم استغلال الضحية.
غريزة الشر دافع للابتزاز
ومن جانبه أكد أحمد فهمي، مدرس بقسم علم النفس جامعة الإسكندرية، أخصائي العلاج المعرفي السلوكي المعتمد، والخبير النفسي بمنظمة “التيردي زوم” السويسرية ومدرب تابع لمنظمة اليونسيفUNICEF الدولية:” هناك عدة دوافع للمبتز منها مالية، جنسية، الفضول، الرغبة في الإيذاء أوفي القرصنة أو الاستيلاء، ولكن يرجع السبب الرئيسي للمبتز ليس الدوافع بل مسألة غريزة الخير والشر.
ويستطرد فهمي الإنسان مولود بغريزتين خير وشر وهي التي تتحكم في استخدام الإنسان للأشياء، ويضيف الأخطر من الدوافع هي إدمان الشباب للأنترنت وإدمانهم للوسيلة والرغبة في الشر وإيذاء الأخرين.
وأكد فهمي، سبب انتشار الابتزاز الظروف البيئية وانتشار الإنترنت في كل المكان، مضيفاَ “التكنولوجيا على قد ما هي مفيدة إلا أنها مضرة جدا”
وقال أحمد، لايوجد فئة عمرية محددة للمبتز، فهي متغيرة وليست في قالب سن معين وذلك علي حسب الغرض منها، وأضاف ليست الفتيات الأكثر عرضة للابتزاز بل انتشرت في الآونة الأخيرة وقوع الشباب ضحايا الابتزاز من أجل المال.
وأوضح فهمي، أن القرصنة “الهاكرز” ليس دوافعه فقط الابتزاز بل قد تكون دوافعه من أجل الإيذاء أو إلحاق الضرر بالغير، وأكد علي ضرورة نشر العلم والثقافة والوعي بين الشباب للحد من انتشار الابتزاز.